♦ تحاور محمد الباز عن انحيازه للسلطة وسجناء الرأي وحرية الصحافة♦
♦ لا أعترف بمصطلح “سجناء الرأي”.. هم أخطأوا فسجنوا♦
♦باتريك زكي أخطأ والرئيس السيسي قام بالعفو عنه♦
♦الحركة المدنية غير ناضجة سياسيًا.. وما يقومون بطرحه يتناسب مع “كشك سجاير”.♦
♦مسئول سابق وصف ما يحدث من حنين لعصر مبارك بـ “مرقعة شعب“.♦
♦محمد أنور السادات تحول إلى “شكوكو” المعارضة المصرية، والقوى التي تعارض “ديكتاتورية” أكثر من السلطة.♦
♦يوجد أشخاص يطرحون نفسهم للرئاسة الآن سعد الصغير لديه كفاءه إدارية أكثر منهم.♦
♦الانتخابات الرئاسية القادمة تحتاج إلى وعي أكبر من ما حدث في ٢٠١٨.
سأدعم الرئيس السيسي في انتخابات الرئاسة القادم.. وسأعارض النظام الحالي في حالة المصالحة مع الإخوان المسلمين.
قانون الصحافة يحتاج إلى تعديل والصورة الذهنية عن خالد البلشي “كانت ظالماه”.
عدم دخول صحفيين المواقع الإلكترونية إلى النقابة “ظلم”.. وأتمنى من المجلس الحالي تدارك الموقف.
الصحافة المصرية تعيش أفضل فتراتها حاليًا.. والصحف القومية دائما لها خط لا تستطيع تجاوزه.
الرئيس السيسي ضحى بشعبيته من أجل إتخاذ قرارات في صالح الوطن.
في إطار سلسلة حوارات “ الغد المشرق ” بدأنا سلسلة جديدة من الحوارات تضم رؤساء تحرير المواقع والصحف للتحدث حول كل القضايا التي تشغل المجتمع المصري، وقضايا الإعلام والصحافة.
اليوم نبدأ بحوار الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة “الدستور” حيث اخترنا أن نواجهه بكل الأسئلة الساخنة، ونفتح معه كل القضايا الملحة لا سيما أداءه المهني وانحيازه الدائم للسلطة.
إجابات الباز جاءت واضحة، ومعبرة عن قناعاته حتى لو اختلفنا معها وقت الحوار، فالباز أكد أنه لا يعترف بمصطلح سجناء الرأي ويرى أنه غير دقيق، حيث إنهم مجرد سجناء أخطأوا ويدفعون ثمن ذلك، كما يرى أن الباحث الحقوقي باتريك زكي أخطأ والرئيس عبد الفتاح السيسي قام بالعفو عنه.
إلى نص الحوار:
اجري الحوار / رافت الدشناوي
♦حدثنا عن بداية عملك في الصحافة؟
بدأت الصحافة منذ 25 عامًا، وكان لي حظ أن أبدأ الصحافة من غرفة صناعة الجورنال، والمحطات الأساسية في حياتي بدأت في صوت الأمة ثم الغد ثم الخميس والفجر، وفي 2014 أصدرت جريدة البوابة الأسبوعية، وفي ديسمبر 2014 أصدرت البوابة اليومية، وفي 2017 أصدرت الدستور وتوليت منصب رئيس مجلسي الإدارة والتحرير، وأنا لست عضو نقابة الصحفيين حتي الآن.
♦إدارة الجريدة الورقية أصعب أم المواقع الإلكترونية؟
الموقع الإلكتروني أصعب بالتأكيد، لأنه يعمل على مدار 24 ساعة، لذلك يجب أن تكون متواجد بشكل دائم، والصحافة الإلكترونية حولت نقل الخبر من حدث أمس، إلي يحدث الآن، على عكس الصحافة الورقية يكون لها مواعيد محددة.
♦ما أسباب عدم التحاقك بنقابة الصحفيين حتى الآن؟
لأنني عضو هيئة تدريس في جامعة القاهرة وهناك بعض “التعارضات” مع الالتحاق بنقابة الصحفيين، ولكن تم تعديل ذلك الأمر، وسأنضم قريبًا إلى النقابة.
♦متى يتم تعديل القوانين لكي يستطيع صحفيو المواقع الإلكترونية الانضمام إلى النقابة؟
كل خطوة تحتاج ضغط ونضال، وقانون الصحافة يحتاج إلى تعديل بشكل أساسي، وفي الفترة الحالية يتم النظر في تعديل عدد كبير من التشريعات المختلفة سواء القوانين الخاصة بالاقتصاد، وقوانين الأحوال الشخصية، حيث أن هناك عددًا كبيرًا من هذه القوانين أصبح قديمًا للغاية، والدولة تعمل خلال الفترة الحالية على تغيير هذه القوانين.
♦ ولا نعلم حتى الآن لماذا لم تتخذ مجالس النقابة المتتالية هذه الخطوة، وقانون نقابة الصحفيين الحالي يهدر حقوق الصحفيين، حيث أن أي صحفي لكي يكون عضوًا في النقابة يحتاج إلى ممارسة المهنة، وعند ممارسة العمل الصحفي دون الالتحاق بالنقابة تُصبح منتحل صفة الصحفي، وأنا اتحلت إلى المحكمة بتهمة انتحال صفة صحفي.
والأمر الآن أصبح لا يتوقف على صحفيين المواقع الإلكترونية فقط، ولكن أصبح هناك صحفيون للسوشيال ميديا يقومون بإنشاء صفحات خاصة بهم قد تكون أقوى من الصحف والمواقع الإلكترونية، كما أن هناك مواقع إلكترونية متواجدة منذ عدة سنوات، لذلك من الصحيح أن يكون الصحفيين الموجدين بها أعضاء بالنقابة.
ولا يجوز بإي شكل أن يظلم صحفي قام بالعمل داخل موقع إلكتروني لانه لم يحصل على فرصة عمل داخل جريدة ورقية، خاصة وأن الصحافة الورقية شبه منتهية، ولن تنهض في مصر مرة أخرى، كما أنه من الممكن عمل شعبة خاصة لصحفيين المواقع الإلكترونية تضمن لهم الحماية بغض النظر عن المكاسب في الفترة الأولى، وأتمنى من المجلس الحالي أن يتناول هذه المشكلة.
♦كيف رأيت فوز خالد البلشي ومجلس نقابة الصحفيين؟
نحن في جريدة الدستور اتفقنا من بداية الأمر على أن نتعامل مع كل المرشحين بنفس القدر، والصورة الذهنية التي كانت موجودة عن الكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين “كانت ظلماه” بشكل كبير، حيث كانت صورته داخل الأذهان أنه رجل صدامي بشكل كبير ولا يتفاهم، ولكننا عندما تحدثنا معه اختلفت هذه الصورة الذهنية.
كما أن نتيجة فوز البلشي بالانتخابات كانت متوقعة بالنسبة لي، لأنه خاض الانتخابات بشكل احترافي، وتجربته حتى الآن إيجابية، فهو يحاول مساعدة الجميع، ومتعاون مع جميع المؤسسات دون صدام حتى يحل كل مشكلات الصحفيين.
♦بعد عملك في الصحافة لمدة 25 عامًا.. ما هي أسوأ وأفضل فترة صحفية من وجهة نظرك؟
لا توجد فترة أسوأ وأخرى أفضل، حيث إن الحكم على ذلك الأمر يكون من منطلق أين يحكم الشخص، فقد يرى شخص فترة جيدة للصحافة وآخرين يروها سيئة، لذلك فالموضوع يتم الحكم عليه نسبيًا.
♦والبعض يرى أن الفترة التي تلت ثورة يناير كانت أفضل فترة بها حرية صحافة، ولكنها كانت فترة سعار صحفي، لأن حرية الصحافة تكون في مقابل السلطة ووقتها لم تكن هناك سلطة من الأساس، ومعظم ما قيل وقتها عن مبارك كان كذب تام لأن كان هناك حالة من الانفلات والخيال.
ومعارضة الإخوان كانت بمثابة محاربة ميليشيات، حيث إنهم كانوا من الممكن أن يقتلون الصحفيين الذين يعارضونهم، كما يرى البعض أن الفترة الحالية هي الأسوأ في تاريخ الصحافة، لكنني أرى أن هذه الفترة من أفضل الفترات التي عاشتها الصحافة المصرية، حيث إن الدولة بدأت في النظر إلى الصحافة على أنها أحد العوامل المساعدة في بناء الدولة.
بعد 30 يونيو، أصبح الرئيس عبد الفتاح السيسي صاحب أكبر شعبية على مستوى التاريخ المصري، ولكن الرئيس ضحى بهذه الشعبية عن وعي كامل من أجل إتخاذ بعض الإجراءات التي تحتاجها الدولة المصرية.
♦هل الإعلام يمتلك المساحة الكافية لنقل الصورة الكاملة إلى المواطنين؟
الصحف القومية دائما لها خط لا تستطيع تجاوزه، ونحن لدينا أزمة في التكوين الجيني للصحافة المصرية، حيث إنه في الخارج الإعلام ظهر كاستجابة لاحتياجات المجتمع، لذلك فإعلام الخارجي ينحاز بشكل كبير لأفراد المجتمع، ولكن الإعلام في مصر ظهر كاستجابة لاحتياجات السلطة، وفي هذه الفترة التي نشأت بها الصحافة كان الشعب غير مهتم بها.
والسلطة السياسية في مصر هي الأقل مقاومة لحرية الصحافة، وهناك سلطات أخرى أكثر مقاومة، مثل السلطة الاجتماعية والدينية وسلطة رأس المال وغيرهم.
وهناك فرق كبير بين المعارضة حتى لو كانت قاسية، وبين الأفعال التي تستوجب العقاب بالقانون، مثل تحول الرأي المعارض إلى أداه من أدوات التحريض، واختلفت مع طارق العوضي عضو لجنة العفو الرئاسي قبل ذلك في مصطلح سجناء الرأي، لأنني لا أعتبرهم سجناء رأي فهم أخطأوا ولذلك دخلوا السجن.
♦ بعدما هجومك الدائم على المعارضة وتكرار ذلك أكثر من مرة داخل برنامجك، هل تعتبر ذلك من المهنية؟
نعم أعتبر ذلك من المهنية، لأن المهنية هي أن يتسق الخطاب الخاص بك مع سياساتك التحريرية، وأنا أعلنت من قبل أن منصتي تنحاز إلى الدولة، لذلك فإن مهنيتي تقاس من خلال مدى اتساق المنتج الخاص بي مع هذه السياسة.
ويمكن محاسبتي عن طريق قياس مدى دقة المحتوى الذي أقوم بتقديمه، وعندما يقوم شخص بمهاجمة النظام وأنا أقوم بمهاجمته فذلك يعتبر من المهنية لأنها تتسق مع سياستي، ولكن عندما أقوم بمهاجمة أي شخص يكون من منطلق الحقيقة وليس الادعاء أو الكذب.
وأنا لا أهاجم المعارضة لكن اشتبك مع آرائهم، وهذه هي حرية الرأي التي يطالب بها الشعب، وأنا أقيم أي شخص بناءً على قناعتي ومنطلقاتي، وأنا مؤيد لهذا النظام بشكل مطلق، وأسانده في الاستمرار، لإنه يضمن لنا بشكل كامل عدم عودة جماعة الإخوان المسلمين مرة أخرى.
والمعارضة المصرية أكثر ديكتاتورية من السلطة، وأكثر رفضًا للانتقادات، وعندما يقوم أي شخص بانتقادهم “بيتقمصوا”.
أليس هذا ظلمًا فهل هناك أشخاص يعارضون فقط من أجل المعارضة وليس لاختلافهم مع السياسات؟
مصر بها أشخاص اتخذوا المعارضة كمهنة، وعندما أتيحت لهم فرصة لتولي مناصب في الدولة هربوا، وأنا كنت اختلف مع نظام مبارك ونظام الإخوان، ولكن عندما أتى النظام الحالي ورأيته يتفق مع أفكاري وأهدافي قمت بتأييده، ولكن هناك أشخاص في مصر لا يرون أي شيئ إيجابي في الدولة على الإطلاق.
♦هل أثرت سياسات الحكومة الحالية على شعبية الرئيس السيسي؟
لا، ما أثر على شعبية الرئيس هي القرارات والإجراءات المؤجلة منذ عدة سنوات وقام بتنفيذها، والرئيس السيسي لم يكن لديه الحلم لحكم مصر، بل أنه استدعي لإنقاذ الدولة، والقرارت التي أتخذها الرئيس كان يعلم أنها ستؤثر على شعبيته، ولكنه قام بها لإنقاذ الوطن.
♦هل باتريك زكي أخطأ أم ظلم؟
باتريك زكي أخطأ وتم العفو عنه، حيث إن العفو لا يعني البراءة، فعندما يستخدم الرئيس صلاحياته لإصدار قرار بالعفو فهذا لا يعني البراءة، ولكن العفو يعتبر بمثابة إعطاء فرصة أخرى.
♦ما تقييمك للحركة المدنية الديمقراطية؟
أرى أن الحركة المدنية غير ناضجة سياسيًا، حيث إن الطرح الذي يقوم به لا يتناسب مع مصر بل يتناسب مع “كشك سجاير”.
♦ما هي رؤيتك للانتخابات الرئاسية المقبلة ؟
أرى أن الانتخابات الرئاسية القادمة تحتاج إلى وعي أكبر مما حدث في انتخابات 2014 و2018، والمعركة الانتخابية ليست داخلية فقط، بل يوجد أطراف خارجية تريد التحكم في هذه الانتخابات.
♦كيف ترى مطالبة البعض بترشح جمال مبارك؟
من يحيي الموتي هو الله، وفي مرة قام مسئول سابق من عصر مبارك بالإتصال بي بعد ظهور اسم جمال مبارك وأخيه مرة أخرى على الساحة السياسية وقال لي ما يحدث الآن هو “مرقعة شعب”، لإن من يحن لهم الشعب الآن هم نفس الأشخاص الذين ثاروا عليهم وطالبوا برحيلهم.
♦كيف رأيت المصالحة المصرية التركية ؟
جيدة جدًا، وبعض الناس والذين أعتبرهم مساكين من وجهة نظري، يقولون أن الإعلاميين الذين كانوا يقومون بانتقاد قطر وتركية بقوة، ماذا سيقولون بعد المصالحة معهم، بلدي كانت في صراع مع إحدى الدول، لذلك فالإعلام يكون في هذه الحالة أداة من أدوات الدولة في صراعها، ولكن بعد ذلك الدولة قامت لأسباب ومقدمات معروفة بإنهاء ذلك الصراع، لذلك احترمنا قرار الدولة بعقد المصالحة، ومن الممكن أن يكون موقفي النفسي من هذه الدولة كما هو، ولكن يجب أن ننظر للأمور بما يفيد المصلحة العامة وليس الشخصية.
♦كيف سيكون موقفك إذا تصالح النظام الحالي مع جماعة الإخوان؟
إذا تصالح النظام الحالي مع الإخوان المسلمين سأكون معارضًا له، حيث إنني ضد أن يكون هناك أي تنظيم داخل الدولة ويكون لهذه التنظيم ميلشيات وغير ذلك.
♦هل ستدعم الرئيس السيسي في فترة رئاسية جديدة؟
بالطبع، وقمت بالإعلان عن ذلك سابقًا.
♦ كيف ترى تعامل الدولة مع أزمة سد النهضة ؟
أرى أن مصر تشهد فترة دبلوماسية رئاسية متقدمة جدًا، وأكبر دليل على ذلك هو حسم خلافات كبيرة دون الدخول في معارك صعبة، ونحن هدفنا في أزمة سد النهضة هو الوصول إلى إتفاق قانوني ملزم فيما يتعلق بالملء والتشغيل، وذلك يعنى أننا لسنا ضد الملء أو التشغيل، وإثيوبيا تراوغ حتى لا تقوم بالموافقة على إتفاق ملزم.
♦ ما رأيك في حديث محمد أنور السادات حول تراجع علاقات مصر الخارجية؟
أنا لحد فترة قريبة كنت أحترم عقلية محمد أنور السادات، ولكن من خلال بياناته الأخيرة تحول إلى “شكوكو” المعارضة المصرية، حيث إنه يعيب أن مصر كانت أخر دولة تصالحت مع تركيا، فهل هو لم ير حجم المشكلات والأزمات التي كانت موجودة بين الدولتين، فأحيانا يخرج المعارض عن وقارة حتى يجعلك لا تهتم بما يقوله.
♦ ما تقييمك لأداء البرلمان المصري؟
البرلمان المصري يعمل في حدود الإمكانيات المتوفرة له، وكان هيتم بشكل كبير بالتشريعات، ولكن نتمنى أن تزاد مساحة الرقابة التي يقوم بها.
♦ ما تقييمك لأداء الحكومة؟
الحكومة تعبت، ونحن نشكرها على مجهودها التي قامت به، ولكن يجب تغييرها.
♦ ما تقييمك للرئيس عبد الفتاح السيسي؟
أرى دائمًا أنه رجل مخلص وأمين ويفعل كل ما يرى أنه في مصلحة الوطن.
♦ ما تقييمك للمعارضة ؟
المعارضة بها عدد كبير من الأشخاص يتحدثون بشكل منطقي ومحكم ويردون أن تتحسن الدولة، ولكننى أخشى أحيانًا أن تكون الصورة غير واضحة، كما يجب أن تكون المعارضة على قدر من حجم الدولة المصرية.
ولا يجوز أن يتكرر الاستسهال الذي حدث في 2018 والذي جعل سعد الصغير يترشح للرئاسة، وهناك أشخاص يطرحون نفسهم للرئاسة الآن سعد الصغير لديه كفاءة إدارية أكثر منهم.