مؤكد أن تشكيل الحكومة الجديدة يأتي في وقت مهم للغاية، ويكشف عدة دلالات في وقت يمر العالم كله بعدة أزمات عالمية
بدءًا من موجة تضخم تعصف باقتصاديات الدول، وصولا إلى اضطرابات سياسية في غاية الخطورة جراء صراع القوى العالمية على النفوذ والسيطرة والتنافس العالمى على قيادة العالم ما فاقم من الصراعات حول العالم وأنتج نزاعات وحروبا كالحرب الروسية الأوكرانية،
وما يحدث في غزة من دمار وقتل وفى إقليم الشرق الأوسط من اضطراب وتهديد بنشوب حرب إقليمية،،
وأعتقد أن أول هذه الدلالات حرص القيادة السياسية على ضخ دماء جديدة فى شرايين الجهاز الإدارى، لمواكبة هذه المتغيرات، وبهدف إصلاح السياسات العامة للدولة المصرية، فضًلا عن تلبية مطالب المواطنين،
والذى يأتى على رأسها تحسين مستوى المعيشة على كل المستويات اقتصاديا وصحيا وتعليميا واجتماعيا.
والناظر إلى بيان الرئاسة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة 2024 ، يجد أنه تم تسليط الضوء على عدد من المحددات والثوابت تكشف الخطوط العريضة للحكومة الجديدة خلال الفترة المقبلة، نموذجا التطوير المرجو في الأداء الحكومي، وذلك بالاستعانة بذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة، وكذلك الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري في ضوء التحديات الإقليمية والدولية، ووضع ملف بناء الإنسان على رأس الأولويات، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والوعي الوطني، والسلام المجتمعي.
وبما أن الاقتصاد من أهم التحديات كانت الدعوة لمواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والخارجية، وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق، في إطار تطوير شامل للأداء الاقتصادي للدولة في جميع القطاعات الجديدة، خاصة أن هذا ما ينتظره المصريون من هذه الحكومة .
وظنى، أن هذه المحددات والثوابت تعكس إدراك القيادة السياسية بالتحديات التي تواجه الدولة في ظل الظروف الراهنة، خاصة أن استراتيجية الدولة المصرية تسعى إلى بناء الإنسان والدولة معا، فلا تقدم ولا تنمية بدون توافر متطلبات التعليم الجيد وضمان الصحة السليمة والوعى، ولأن التعليم هو الوسيلة التى تفتح الطريق لتعظيم وعى المواطن وتثقيفه، أما المقومات الصحية فهي السبيل الوحيد لأداء المهام والمسئوليات على الوجه الكامل، وتعكس أيضا تصور الرئيس في ظل الولاية الجديدة في الحكم، والتي بدأت في أبريل الماضي، وتستمر ست سنوات.
وأخيرا.. علينا أن لا ننسى ونحن نتحدث عن تشكيل الحكومة الجديدة، أن من أهم إنجازات الدولة خلال السنوات الماضية أنها وضعت استراتيجية لكل وزارة، واستراتيجية عامة للدولة لتفادى خطأ كلف الدولة الكثير خلال العقود الماضية،
حيث كان يأتى كل وزير بخطة وبرحيله تنهار تلك الخطة، ويبدأ الجديد من الصفر، لكن الآن الأمر مختلف تماما، فهناك استراتيجية قومية للدولة، وهو ما يجعلنا نستبشر خيرا بشأن عمل ومهام الدكتور مصطفى مدبولى الذى نال ثقة الرئيس السيسى وهو أهل لها لجهوده المضنية خلال السنوات الماضية وتحقيقه إنجازات رغم التحديات والمخاطر الكثيرة التي تحاك ضد الدولة المصرية..