ها هي وقاحة العدوان الصهيوني تطول الابرياء الآمنين في خيام نزوحهم ليلةَ امس، لمّا شن غاراته الهمجية على مناطق سبق له وأن أجبرَ النازحين في رفح على التوجهِ إليها على أساسِ إنه هو إعتبرها مناطق آمنة، مما تسببَ باستشهاد العشرات من النساء والاطفال والابرياء العزّل.
ان مثل هذا التعدي على القيم الانسانية والاعراف الدولية يُعد انتهاكاً خطيراً للقوانين الدولية، تتشارك في إقترافه أميركا وإسرائيل على حدٍ سواء، الأولى بشحنات أسلحتها التي لم تتوقف يوماً عن إرسالها للكيان، وبتغطيتها على مذابحه أممياً، والثانية عبر إستمرار وحشيتها وإستهتارها، ومن شأنه أن يضاعفَ الأزمةَ الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر لإجبار الفلسطينيين مرةً اخرى على النزوحِ القسري من مدينة رفح التي أصبحت ملاذاً أخيراً لمئاتِ الآلاف من النازحين داخل قطاع غزة، الأمر الذي يفضحُ تعدي الإحتلال لبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب. لان ما استهدفه طيران الاحتلال ليلة امس يمثل مجزرة بحق المدنيين وهو إمعانٌ في مواصلة استهداف المدنيين العزّل، وسياسة ممنهجة ترمي لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة تمهيداً لتوسع استيطانهم.
وهنا السؤال الذي يُطرحُ على الساحة، ياتُرى أين دور الحكام العرب ومدعي العروبة؟!!
بل اين المجتمع الدولي وحتى متى هو غافل عن تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين ومنع تعريضهم لمخاطر تهدد حياتهم؟
ولكن كما يُقال اسمعتَ لو ناديتَ حياً.