قطعا أنّ صفحات التأريخ ستمتلئ بالآلاف من صفحات البطولة والشجاعة والتضحية والكرامة والعقيدة والإباء ، لأبطال سطّروا ببطولاتهم أعظم صور البطولة والإقدام والشجاعة وحققوا أعظم انتصار على أعتى كيان مجرم متوّحش عرفته البشرية ، التاريخ سيكتب عن هذه الجماعة المؤمنة بالله ورسوله بأحرف من نور لما حققوا من انتصار أذهل الأصدقاء وصدم الأعداء وجعلهم في حيرة أحقا هذا الطوفان الذي حدث أم هو مجرّد كابوس وأضغاث أحلام ؟؟ ..
صفحات التأريخ ستمتلئ بآلاف صور الأطفال الذين مزّقت أجسادهم البريئة صواريخ وقنابل التوّحش والهمجية ، و ستمتلئ بصور آلاف النساء اللواتي حملنّ أجساد اطفالهنّ الممزقة بصواريخ التوّحش ، و ستمتلئ بقصص مئات العوائل التي لقت حتفها بالكامل في هذا القتل غير المسبوق .. و ستمتلئ بآلاف صور الدمار والخراب المرعب الذي أحدثه التوّحش الصهيوني في غزّة والذي لم تسبقه إليه حتى الفاشية والنازية ..
وسيكتب التاريخ عن موت الإنسانية وموت الضمير العالمي الذي لم ينبس ببنت شفة لهذه المجازر الدموية المرعبة للأطفال والنساء والشيوخ ..
وسيكتب التاريخ عنّا نحن الذين عاصرنا هذا الفصل من موت الضمير الإنساني كشهود جبناء لم نحرّك ساكنا على هذا التوّحش ، وسيكتب عن حكّام يقال أنهم عربا ومسلمين هم أخس وأرذل ما خلق الله ، يرون أشلاء آلاف الأطفال الممزقة من دون أن يرّف لهم جفن ، حكّام جبناء توّسدوا العار غطاء لعوراتهم .. وسيكتب عن شعوب عربية وإسلامية لا شرف ولا ضمير لها توخزه أشلاء الضحايا وأنين الأمهات وصرخات الاستغاثة .. تباّ لهذا الزمن الذي مات فيه الضمير وانعدمت فيه النخوة والرجولة ، وإنا إليك يا الله لراجعون .. ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم .. المجد والخلود لشهداء غزّة .. والموت للصهاينة العرب الأذلاء الجبناء ..