رغم كونه الأغلى في التاريخ..
لماذا يرفض المصريون انتقال “صلاح” للسعودية؟
كتب / محمود الحاجه
منذ بداية أنباء انتقال صلاح إلى اتحاد جدة السعودي سادت حالة عارمة من الحزن والغضب على شبكات التواصل الاجتماعي بين عشاق المستديرة، من فرطها تشعر و كأن صلاح سيعود الخليج لممارسة لعبة الجولف أو الطائرة وليست كرة القدم بعينها.
الآلاف من التعليقات على صور “مو” صلاح التي يشاركها على أنستجرام وفيس بوك تقف أمامها مبتسمًا.
هذه السيدة والأم لا تفهم كثيرًا في كرة القدم ولكنها تطلب الرجاء من صلاح بالبقاء في ليفربول وكأن صلاح ابنها الذي انجبته، وحملت به تسعة أشهر وتريده أن يصل إلى الذهبية يومًا، وهذا أحمد شاب في مقتبل عمره لا يعرف صلاح عن قرب ولا سبق له ورآه وجهًا لوجه، ولكنه يرى فيه الأمل والحلم، ولا يريده أن يغادر أوروبا اليوم على الأقل فما زال هناك الكثير بعد.
ولما لا يظهر كل هذا الحب والخوف؟ ففي يوم ما استيقظ ملايين المصريين على سيرة نجم ذاع صيته في الدوري الإنجليزي، وحطم الأرقام القياسية وأصبح الهداف التاريخي لواحد من أعرق الأندية الإنجليزية، وحصد الفريق بسببه أهم البطولات ووقف العالم بأكمله يتغني باسمه، ورفع اسم مصر في كل المحافل الدولية.
ليبقي صلاح هو البطل الأول والمكافح الأفضل، قاهر كل الصعاب، وصانع المستحيل، فرغم معاناته في الصغر وقسوة المستديرة عليه، وإرهاقه في السفر من قرية إلى محافظة إلى المدينة للتدريبات وبعدما سمع كل ما يمكن من يسمعه من إحباطات: وصل صلاح.
ولم يصل صلاح وحده أبدًا، بل وصل صلاح ومعه مائة مليون مصري ممتلئين بالأمل والحلم، متعبين من الأمنيات الهادئة الساكنة التي اعتادوا عليها، يريدون تكرار التجربة واللعب في أحضان أوروبا وشرقها وغربها كما فعل صلاح لتبقى الإجابة المعتادة لكل طفل مصري “نفسي أبقى زي محمد صلاح”.
ولد النجم المصري محمد صلاح، 15 يونيو 1992، في نجريج، إحدى قرى مركز بسيون، التابع لمحافظة الغربية، في أسرة بسيطة الحال، فكان والده يعمل موظفًا بإدارة الوحدة الصحية في قرية بسيون محافظة الغربية، وكانت أمه لا تعمل ولديه أخت وأخ.
وبسبب ظروف الأسرة المادية الصعبة لم يدخل صلاح الجامعة وقرر استكمال جنونه بالمستديرة، وبعدما ذهب صلاح إلى كل مراكز الشباب بمحافظته والمحافظات الأخرى ولم يتلق الدعم الكامل بل وصل الأمر لإبلاغه بأنه سيفشل، لكن كان الله واقفًا معه بمعيته، وتحققت الأحلام التي بدأت منذ الثامنة في عمر الصغير، في وقت لم يتخيل فيه مصري ما فعله مو صلاح.
وبسبب الأحلام والجرعات التي يعطيها صلاح يومًا وراء يوم لم يرحب المصريون بانتقال صلاح للسعودية، معتبرين أنها خطوة للخلف من عقلية لاعب عرفوه دائمًا بأنه الملهم والبطل.
يحاول المصريون تجديد الأحلام من جديد ومزاحمة صلاح لمبابي وهالاند، ورؤيته مجددًا هو وأهدافه في قلب ملعب الأنفيلد ووقوفه على منصات التتويج العالمية وقرب الذهبية من لمس يديه.
لا يريد المصريون ترك صلاح للدوري الأهم والأكثر مشاهدة حول العالم والذهاب إلى الخليج من أجل الأموال، هم يريدون فقط المجد الذي علمهم صلاح كيفية بنائه عندما ذهب بهم بعيًدا، لا يريدون أبدًا العودة خطوات حيث اعتادوا معه دائما النظر للأمام خطوات وخطوات.