♦دول المجموعة المشاركين في القمة إلى إرساء نظام عالمي
قرارات هامة اتخذتها قمة زعماء دول مجموعة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ، وذلك قبل ختام أعمال القمة ، حيث أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا دعوة مصر لعضوية دائمة في بريكس اعتبارا من 2024، بجانب كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات.
وكانت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور قالت مساء الأربعاء، إن زعماء دول المجموعة اتفقوا على آليات لبحث ضم أعضاء جدد للمجموعة سعيا إلى إرساء نظام عالمي متعدد وإنهاء هيمنة الدولار.
وذكرت باندور في تصريحات إذاعية: “اتفقنا على مسألة التوسع ولدينا وثيقة قمنا بإقرارها تحدد إرشادات ومبادئ وإجراءات بحث ملفات الدول التي تريد الانضمام لعضوية بريكس.. وهذا إيجابي للغاية”.
ودعا قادة عدد من دول المجموعة المشاركين في القمة إلى إرساء نظام عالمي متعدد وإنهاء هيمنة الدولار، وشددوا على ضرورة توسيع المجموعة وتعزيز دورها في تعافي الاقتصاد العالمي.
بدورها، قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن هناك رغبة كبيرة لتوسعة التحالف إلى أن القمة حضرها شخصيا الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نيابة عن الرئيس فلاديمير بوتين.
وقالت فورين بوليسي إن إلغاء الدولرة وزيادة استخدام العملات المحلية في التجارة كانت على رأس قائمة الاجتماعات، على الرغم من أن الخبراء يشككون في أن فكرة العملة المشتركة يمكن أن تؤتي ثمارها.
وأشارت إلى أن دول البريكس تمثل أكثر من 40% من سكان العالم، وفي شهر مارس الماضي، تجاوزت دول مجموعة السبع من حيث إجمالي الناتج المحلي، وهناك حوالي 23 دولة حريصة على الانضمام، بما في ذلك مصر وإثيوبيا والسنغال، حيث تعد معايير التوسع هي موضوع للمناقشة في اجتماعات القمة.
وسلطت المجلة الضوء على الخطاب الذي ألقاه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا عشية القمة، حيث أكد أن بلاده تدعم توسع البريكس والشراكة مع الدول الأفريقية الأخرى، والتي من خلالها يمكن للقارة أن تفتح الفرص لزيادة التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية”، فهو يرى أن التوسع من شأنه أن يلبي “الرغبة المشتركة في إقامة نظام عالمي أكثر توازنا”.
ووفقًا للمجلة، تسعى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى الانضمام إلى مجموعة البريكس من أجل تأمين مصالحها التجارية مع بكين وموسكو.
ويهدف البريكس، وهو مؤسسة على غرار البنك الدولي، إلى الوصول إلى 30 في المائة من الإقراض بالعملات المحلية بحلول عام 2026، ووفقا لرامافوزا، قام البنك بتمويل مشاريع البنية التحتية في جنوب أفريقيا بقيمة 100 مليار راند، أي حوالي 5.3 مليار دولار أمريكي.
وأضافت أن العديد من الزعماء الأفارقة يرون أن هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي تعيق النمو الاقتصادي لدولهم، خاصة بعد أن أدى ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية والغزو الروسي لأوكرانيا إلى تعزيز الدولار مقابل جميع العملات الرئيسية تقريبًا وزيادة تكلفة استيراد السلع المسعرة بالدولار .
وأشارت إلى إن الصين تحرص على رؤية توسع سريع للمجموعة، لأن هذا من شأنه أن يعزز مجال نفوذها بينما تشير التقارير إلى أن الهند والبرازيل تعارضان هذا الاقتراح، خوفاً من قبول أي عضو يحمل أجندة معينة.
في السياق نفسه، قالت مصادر لصحيفة فاينانشيال تايمز ان المحادثات بين أعضاء مجموعة البريكس تركز الآن على وضع معايير للدول التي تريد الانضمام ومن المتوقع ترك قبول الأعضاء الجدد للاجتماعات المستقبلية، وذكرت الصحيفة أن الوصول لأرضية مشتركة بشأن توسيع الكتله من أولويات الاجتماعات الجارية.
ووجد زعيمي جنوب إفريقيا والصين، أرضية مشتركة بشأن توسيع كتلة الأسواق الناشئة لدول البريكس، وقال سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا ، لدى اجتماعه مع نظيره الصيني شي جين بينج على هامش فعاليات القمة: “إن البلدين لديهما وجهات نظر متشابهة بشأن توسيع عضوية البريكس”، وأشار التقرير إلى أن بكين تسعى بالفعل إلى إضافة وزن وثقل جديد إلى دول البريكس وطرحها على المستوى العالمي كمنافس لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
بدوره، قال الرئيس الصيني: “يجب علينا تعزيز التعاون الاستراتيجي، فنحن نعمل على تعزيز تمثيل دول الجنوب العالمي”.
وأضافت المجلة أن الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حضرا أيضا قمة البريكس، وحل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف محل رئيسه فلاديمير بوتين، الذي خاطب القمة عبر فيديو ، قائلا إن وقف الاعتماد على الدولار “عملية لا رجعة فيها”، وهاجم العقوبات الغربية وتجميد الأصول التي تستهدف روسيا.
وقال مسئولون مطلعون على المناقشات التي سبقت القمة للصحيفة إن المحادثات ركزت على وضع معايير قبول محتملة للمشاركين الجدد في البريكس، والتي سيتعين على الأعضاء الحاليين أن يقرروا ما إذا كانوا سيوافقون عليها.
وقال محللون في هذا الشأن إنه بسبب الخلافات الداخلية في مجموعة البريكس، فإن قمة جوهانسبرج يمكن أن تتفق في النهاية على هذه المعايير ولكنها تترك قبول أعضاء جدد في الاجتماعات المستقبلية.