دندره قرية تابعة لمركز قنا في محافظة قنا في جمهورية مصر العربية. يوجد بها واحد من أهم معابد قدماء المصريين، وهو معبد هاتور أو معبد دندره.
في موقع منعزل نسبيًا على طرف الصحراء، على بعد نحو 2,5 كم إلى جنوب غرب البلدة الحديثة، يوجد معبد إغريقي/روماني، عرف في مصر القديمة باسم «لونيت» أو «تنترة». كان موقع البلدة الحديثة عاصمة إقليم صعيد مصر.
يعود تاريخ دندرة إلى عصر ما قبل الأسرات في مصر. ويدل على ذلك المقابر القديمة القريبة من حائط معبد هاتور . وكانت دندرة عاصمة للكور السادس من صعيد مصر القديمة ، وكانت هاتور معبودتها الرئيسة . يرجع نظام معبد هاتور إلى عهد خوفو ، كما قام بيبي الأول بترميمه فيما بعد .
وقت التنقيب عن المعبد كان المعبد مغطى بالرمال إلى النصف تقريبا ، الشيء الذي حافظ على الرسومات على جدران المعبد وأهمدته ، كما حافظ عليها من النهب . ووجدت الغرف العليا في المعبد مسكونة ، وعاش فيها أناس فترات طويلة . كنوا يوقدون النار لطعامهم والتدفئة ، لذلك نجد حتى اليوم آثار الهباب على الأسقف الداخلية للمعبد ، ففما يصعب عملية الترميم .
كانت توجد في الأصل ثلاثة حوائط حول منطقة المعبودة هاتور ، لا يوجد منها إلى الحائط الأول المحيط بالمعبد في حالة جيدة. يبلغ طول الحائط نحو 290 متر ونحو 280 متر عرضا . يبلغ سمك قاعدة الحائط بين 10 إلى 12 متر ، ويصل ارتفاعه غلى نحو 10 أمتار،
اشتهر معبد هاتور الذي بني في هذا المكان أثناء الأسرة السادسة القديمة ، وطور بناؤه فيما بعد في عهد الأغريق والرومان . أنشيء على شاطيء النيل متخذا اتجاه من الشمال إلى الجنوب . و أساس بنيته التي بنيت في عهد البطالسة تعود في صورتها إلى المعبد القديم . وقد بدأ بناء أجزاء المعبد التي يمكن زيارتها الآن في عهد البطالسة ، وأتمه القياصرة الرومان .استمرت عملية بناء المعبد الجديد نحو 200 سنة ، ويتميز بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش . كما توجد على جدرانه مخطوطات هيروغليفية . وتغطي الجدران والأعمدة تماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال . وتبين النقوشات الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس و تبريوس و نيرو يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين .
تأتي بعد دخول البوابة الكبيرة للمعبد صالة كبيرة بدأ بناءها القيصر أغسطس , وأنهى بناءها القيصر نيرو. وهي مرفوعة على 24 من الأعمدة مصفوفة في أربعة صفوف . يبلغ ارتفاعها 27 متر وطولها 43 متر . وتأتي بعد تلك الصالة ثلاثة صالات أخرى مختلفة الإحجام ، و 11 من الغرف الجانبية الصغيرة . يبلغ طول المعبد 81 متر وعرضه 34 متر . وقد بدأ في الكشف عن المعبد وترميمه في عام 1875 بواسطة «يوهانز دومشين»،
يوجد معبد إيزيس ، وهو معبد صغير ، بجانب الركن الغربي للمعبد الكبير ، وقام ببنائه القيصر الروماني نيرو . يربط بين المعبدين طريق معبد طوله نحو 130 متر . كما يوجد «ماميزى» (بيت الولادة ) شمال معبد إيزيس ويبعد عنه نحو 70 متر ، وهو موهوب إلى الإلهة حتحور.
مباني أخرى
يقع بحر مقدس غرب المعبد ، ينمو فيه النخيل حديثا . وتوجد أبار محفورة في الأرض ومن ضمنها مقياس للنيل . ويوجد خلف معبد هاتور معبد إيزيس الصغير و بيت ماميسي . وقد أمر القيصر أغسطس ببناء معبد إيزيس . وبيت الولادة (ماميسي) أكبر منه قليلا ويقع شمالا من معبد هاتور الكبير ، ,قام بإنشائه القيصر تراجان . رسمت بعض النقوشات على جدرانه في عهدي هادريان وأنطونيوس بيوس،
وترجع أهمية دندرة إلى أنها كانت المركز الرئيسي لعبادة الإلهة حتحور التي وحدها اليونانيون القدماء مع إلهتهم أفروديت. ويعد معبد دندرة من أحسن المعابد المصرية حفظًا، وهو آية في العمارة ومثال فريد في الفنون وكتاب شامل للفكر الديني المصري.
وشيد معبد دندرة لعبادة الإلهة حتحور إله الحب والجمال والأسرة عند قدماء المصريين، على الشاطئ الغربي من النيل، ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر اليوناني الروماني حيث بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان توسعات بحيث استمرت عملية بنائه نحو 200 سنة،
ويعد معبد دندرة من المعابد القليلة التي يعبد فيها ثالوثان: الأول ثالوث حتحور والثاني لأوزير. ويشتهر المعبد بالمناظر الفلكية المصورة على السقف، وكذلك المناظر العديدة التي تصور الملوك والأباطرة يقدمون القرابين للآلهة، كما يتميز هذا المعبد بوجود سراديب مبنية في الجدران والأساسات، ويوجد أيضًا سلمان يؤديان إلى السطح،
كما يمتاز المعبد بمناظره الفلكية التي تزين أسقفه والتي تعتبر تحفة إبداعية، فهو من أبرز التحف المعمارية في تاريخ مصر القديمة، ويمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية وهي صاعدة على السلالم، والكهنة يحملون تماثيل حتحور في نقوش فرعونية رائعة، تمثل الاحتفالات برأس السنة.
وتعتبر سراديب معبد دندرة المكان المخصص للاحتفالات بالأعياد في مصر القديمة، وتخرج منه تماثيل المعبودات الذهبية والأدوات الطقسية اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، ويحفظ بداخلها التماثيل الثمينة والأدوات ذات القيمة، وهي تضم مجموعة هامة من النقوش والمناظر ومنها منظر فتح الباب الحجري، وخبري المجنح الذي يدفع قرص الشمس المجنحة أمامه بين علامتي الشرق والغرب، وطقس تقديم الخبز للمعبودة حتحور سيدة دندرة، بالإضافة إلى طقس طعن التمساح أمام حور بحدتي مناظر الحتحورات السبعة.