مزارعون أثناء موسم حصاد القصب
تشتهر محافظة قنا فى جنوب الصعيد بصناعة العسل الأسود، والتى تعتمد بشكل كامل على الأيدى العاملة، دون الاعتماد على ماكينات حديثة، حيث يبدأ موسم صناعة العسل الأسود فى نوفمبر من كل عام، ويستمر لعدة أشهر، وخلال هذه الفترة، تنتشر صناعة العسل الأسود فى جميع أنحاء المحافظة، خاصة فى مراكز الشمال، مثل نجع حمادى، و أبوتشت، و فرشوط.
«العسل» من الصناعات اليدوية، التى تمتاز بها محافظة قنا، لا سيما فى مراكز الشمال التى أصبحت محطة جذب للصناع ومراكز بارزة لإنتاج العسل الأسود الفاخر، حيث يتم استخلاص هذا العسل الغنى والمتميز من عصارة قصب السكر، ويمر بعمليات متعددة قبل أن يكون جاهزا للتوزيع على التجار أو بيعه مباشرة للمستهلكين الذين يفضلون الجودة العالية والأصالة فى قرى ونجوع محافظة قنا.
تتميز صناعة العسل الأسود فى قنا بالتقنيات التقليدية المتقنة واحترافية الصناعيين اليدويين، فبفضل الخبرة المتراكمة عبر الأجيال، يتم إنتاج عسل ذى جودة عالية ونكهة مميزة تجذب عشاقه من جميع أنحاء البلاد، ويتم استخدام تقنيات متقدمة لضمان الحصول على أعلى جودة للعسل الأسود، كما تتم تعبئته فى عبوات مميزة تلفت الانتباه وتبرز جودته الفائقة.
ويعتبر أهالى المحافظة أن صناعة العسل الأسود ليست مجرد وسيلة للربح، بل تعتبر موروثًا حضاريًا يفخر به أهل قنا، فتاريخ صناعة العسل الأسود فى قنا يمتد لقرون عديدة، وقد تمكنت من الاحتفاظ بجودتها وتميزها على مر الزمن.
موسم العسل الأسود فى قنا يمثل أبواب رزق للمئات من الأسر فى أنحاء مدن ومراكز المحافظة، وذلك لكون العديد يعتمد على تلك الصناعة كمصدر أساسى للدخل المادى، حيث يحقق عسل قنا الأسود رواجًا كبيرًا فى الأسواق العربية، ويتم تصديره إلى العديد من الدول، بما فى ذلك الإمارات والكويت والسعودية وقطر، ويرجع هذا الازدهار إلى الشهرة الواسعة التى اكتسبها العسل الأسود المعروف منذ قديم الأزل بعسل نجع حمادى، والذى يتميز بكثافته وكثافة السكريات العالية فيه ولونه الأسود الداكن.
قال ياسر محمد مسعود، صاحب عصارة قصب فى قنا، إن المحافظة تشتهر بصناعة العسل الأسود، حيث تنتج نحو 60% من العسل الأسود فى مصر، لافتًا إلى أن تلك الصناعة تعتمد على إنتاج العسل الأسود الخام فقط، وتبدأ فى نوفمبر من كل عام وتستمر حتى نهاية موسم حصاد القصب.
وأوضح «مسعود» أن مراحل صناعة العسل تشمل شراء محاصيل القصب من المزارعين وتوجيهها إلى العصارة، حيث تجرى عملية عصر القصب ومن ثم تخضع لعمليات حمى الفرن والخلط والتصفية بإتقان حتى يتم استخراج العسل من العصير، متابعًا: «العسل بعد التصفية يتم تجميعه ويصبح جاهزًا للبيع، وهذا الصناعة توفر فرص عمل لعدد كبير من العمال، كما أنها تساهم فى تنمية الاقتصاد المحلى للمحافظة».
وأشار «مسعود» إلى أن العائد الاقتصادى الذى تحققه هذه الصناعة كبير، حيث تفتح أبواب رزق لمئات الأسر فى المحافظة، منوهًا بأن نجاح هذه الصناعة يعتمد على مهارة تاجر القصب؛ فكلما كان سعر القصب أقل كانت الأرباح مضمونة أكثر، كما يعتمد النجاح على سعر قنطار العسل، والذى يتغير باستمرار حسب العرض والطلب.