⭕ شكراً غزّة لأنكِ أذلَّيْتِ جيشاً قالوا لنا عنه إنه لا يُهزم! لقد هدمتِ صنماً من خوفٍ نحتوه في قلوبنا بإتقان فرأينا أن هذا الجيش نَمِرٌ من ورقٍ، يُقتَلُ ويُؤسَرُ!
⭕ شكراً لكتائبِ العزِّ فيكِ أعادتْ إلينا أمجاد الأبطال الأوائل، شكراً للقلة المؤمنة تُذكرنا بدراً، وللنفير رغم القرحِ تُذكِّرُنا حمراءَ الأسد، وللقتالِ من مسافةِ صفرٍ تُذكرنا يوم اليمامة، وللشهادة تُذكرنا بيعة عكرمةَ على الموت في اليرموك، وللثبات يُذكرنا الصّحابة يوم القادسيّة!
⭕ شكراً غزَّة إذ تشرحين لنا سورة الأنفال على طريقتكِ، فعرفْنَا أنَّ ترتيلَ الآياتِ شيءٌ والعملُ بها شيءٌ أخر!
⭕ شكراً لأطفالكِ ما كنا نعرفُ قبل اليوم أن الصّغار يمكن أن يصبحوا رجالاٌ قبل أوانهم، وأنَّ السيوف تصقلها النّار، كيف ربيتموهم بهذه الطَّريقة التي جعلتنا نستصغر أنفسنا أمامهم!
⭕ شكراً لنسائكِ لقد أَعَدْنَ إلينا بطولات أم عمارة، وصولاتِ رُفيدة، وتضحيات الخنساء تدفنُ أولادها وتسأل الله أن يتقبل منها قربانها!
⭕ شكراً لعجائزكِ لقد شرحنَ لنا كُتب العقيدة الطوال في مقاطع مصورة لا تتعدى الدقيقة، ما أجمل حين تتحول العقيدة من حبرٍ على الورق إلى دمٍ يجري في العروق!
وشكراً لشيوخك يدفنون أولادهم وأحفادهم فلا تكسرهم الجنائز، ولا تثنيهم الأشلاء، لسان حالهم قبل مقالهم: اللهمَّ خُذْ من دمنا حتى ترضى!
⭕ شكراً لعائلاتك التي ذهبتْ جميعاً إلى الجّنة، فلم يبكِ أحد على أحدٍ، ولو يستوحش أحدٌ فراق أحد، يأبى الله إلا أن يُدخلَ الأحبة إلى الجنة زُمراً!
⭕ شكراً لأطبائكِ وممرضيكِ كانت تصلهم جثث أحبابهم فلا تلفتهم عن جراح النّاس!
⭕ شكراً للأباء العظماء، وللأمهات الخنساوات، الذين ربُّوا قوات النخبة في الكتائب، يا للمجد في أن يصنعُ المرءُ بطلاً ثم يشاهدُ حصاد تربيته! شكراً لزوجاتهم، كُنتُنَّ حماة ظهورهم وخطوطهم الخلفية فما كان لهم أن يكونوا في المقدمة لولا أن بطلاتٍ مثلكُنَّ كُنَّ في الدَّعمِ والإسناد، واللهِ لكأنهُ مشهد نزول النّبيُّ صلى الله عليه وسلم من الغار إلى خديجة قساوة الدنيا كلها يهونها صدر حبيبة!
⭕ شكراً للرِّجالِ الحقيقيين الذين صَنعوا هذا المشهد، شكراً لأبي خالدٍ الذي أعدَّ الكتائب، ولأبي البراء الذي هيَّأ الركائب، ولأبي إبراهيم الذي عقدَ خُضْرَ العصائب!
شكراً لأبي العبد وأبي الوليد وأبي محمد وأبي أسامة في دهاء السّياسة!
⭕ شكراً للمُلثَّمِ صوتٌ من نارٍ وبارود!
⭕ شكراً لسعدٍ عند الرَّاجمة، ولحذيفة أمين السِّرِّ، ولجعفرَ الطّيار إذ يأتيهم من الأعلى بغتةً، وللضَّفادع البشريَّة تُصبِّحُ عسقلانَ مع الموج!
⭕ شكراً للحمام الزَّاجلِ في سلاح الإشارة، ولأُسْدِ كتائب المشاة تنتظرُ حمقاً برِّياً لتبدأ الإغارة!
شكرا لكم جميعاً أهل غزَّة،