إنزال شارك لا تقاطع؛ فـ المشاركة الإيجابية واجب وطني على كل مصري مثلها مثل الدفاع عن الوطن وقت الحروب، والوقوف بجانبه في أوقات المحن والأزمات، لا تترد في النزول والمشاركة ودعوة الناخبين للتعبير عن آرائهم السياسية و اختيار من يمثلهم داخل الصندوق بكل حرية و ديموقراطية.
المشاركة فرض عين على كل من له الحق في التصويت، و الامتناع عن المشاركة تعد خيانة للوطن الذي نعيش فيه، كما أن المشاركة الإيجابية في كل الإنتخابات و الاستحقاقات الدستورية حق أصيل لمصر على أولادها، فنحن بلد الحضارات منذ الاف السنين، فهل يعقل أن هذا الشعب العظيم الذي أسس الحضارة للعالم كله ووضع قواعدها لكل الحضارات الإنسانية والثقافية والإجتماعية أن يقال عنه أنه ظهر أمام العالم بشكل غير حضاري؟!.
لا يصح أن ينظر إلينا من دول العالم على أننا شعب لا يقدر وطنه ولا يحترم إستحقاقاته الدستورية والقانونية!! لا بد من إحترام الوطن وتلبية متطلباته، والمشاركة في كل استحقاقاته، فنحن من علمنا الأخرين حب الأوطان، ونحن من ارسينا قواعد الديموقراطية وحقوق الإنسان والحضارة منذ فجر التاريخ، و سجلتها النقوش الفرعونية على جدران المعابد والمقابر الأثرية، وتعلم منها ومازال يتعلم منها كل الحضارات الإنسانية الحديثة.
هناك أشكال عدة للمشاركة الإيجابية في الإنتخابات الرئاسية؛ فلا حجة لأي شخص، فقد دار حوار بيني وبين صديق عزيز على قلبي بعدما نشر مقالي الأخير بعنوان «لهذا السبب سأختار السيسي رئيسًا»، فكان تعليقه على المقال: هذا حقك وهذه وجهة نظرك، أما أنا فسوف أ قاطع، فقلت له: ولماذا المقاطعة؟ أليس هذا حقك الدستوري؟
إنزال وشارك و إختار من تراه مناسبًا من وجهة نظرك، وشارك ولا تتقاعس عن المشاركة، فهناك عدد من المرشحين إختار من بينهم بكامل إرادتك و حريتك وبالشكل الديموقراطي الذي تتبناه الدولة، فأنت تعلم أنه لا يستطيع أحد مهما كان هذا الشخص أن يُـ ملي عليك أي إختيار.
صديقي العزيز رد عليا قائلا: و بمنتهي الصراحة والوضوح والإرياحية لست مقتنع بأي مرشح من المرشحين الحاليين لهذا المنصب الرفيع، وكما قولت لك أنا يحترم قرارك في اختيارك الرئيس عبدالفتاح السيسي فأرجوك إحترم رغبتي في المقاطعة، فقلت له: ولماذا تقاطع؟ خليك إيجابي و أنزل وشارك هناك اختيارات متعددة إما أن تختار أحد المرشحين وهذه حرية شخصية حرص عليها الدستور و أكفلها لكل مواطن مصري، وإما أن تبطل صوتك وتعبر عن رأيك بـ رفضك لجميع المرشحين كما تقول ولا تكون سلبي، شارك بما تراه مناسب لك.
قال: مازلت مقتنع بعدم المشاركة كما يدعوا لها عدد ليس بقليل من المصريين، فقلت له: أما المقاطعة فـ أعداء وطنك هم من يرسخون لها في أذهان بعض المصريين، وذلك لكي تظهر مصر العظيمة أمام العالم بمظهر لا يليق بها ولا بـ حضارتها العريقة، على الرغم من أننا من صنعنا الحضارة منذ آلاف السنين، لا يهمني إختيارك؛ لكن ما يهمني هو مشاركتك الإيجابية، فـ اختيارك حق لك وحدك أما عدم مشاركتك فهذه خيانة لوطنك الذي تربيت و نشأت و ترعرت فيه، أما المشاركة الإيجابية واجب وطني لا بد أن تلبيه مثلما تهم بالدفاع عنه وقت الحرب.
قال: وكيف تكون المشاركة الإيجابية على الرغم من عدم موافقتي على ترشيح جميع المرشحين الحاليين؟ فقلت له: شارك كما قولت لك من قبل فهناك اختبارات عدة منها إبطال الصوت على سبيل المثال، فقال: وكيف ذلك؟ فقلت: أنزل وشارك وخذ ورقة الإقتراع وعلم على جميعهم علامة إكس.. فقال: طيب وهل هذا سوف يفيد؟ فقلت: هناك إفاداتين هامتين؛ الأولى: أن المشاركة الإيجابية واجب وطني وعبرت من خلالها عن رأيك برفضك لجميع المرشحين على المنصب، والثانية: أن التغيير الذي تريده لا يبدأ إلا من خلال الصندوق، بمعنى إنه لو هناك مليون صوت أو أكثر شاركوا مشاركة إيجابية رافعين راية الرفض التام للمرشحين من خلال إبطال الصوت، فبالتالي صانع القرار سوف يأخذ في الإعتبار أنه وعلى سبيل المثال أن هناك ١٥٪ من الناخبين رافضين له ولجميع المرشحين.
قال: عندك حق لو كل واحد يريد التغيير لم يشارك فلن يعلم عن رأيه أحد، لا بد أن يشارك الجميع ويعبر الكل عن رأيه، فمشاركتي أفضل بكثير من مقاطعتي، فلو قاطعت الإنتخابات بشكل عام لن يصل صوتي ولم يأخذ به في الإعتبار، فقلت له: بإختصار شديد عبر عن رأيك بالرفض في الصندوق وشارك، فصوتك مع صوت الأخرين الرافضين للمرشح الفلاني أو حتى لجميع المرشحين لم ولن يكون له أهمية ولا تأثير طالما لم يعلم عدده ونسبته من نسبب الناخبين بالصندوق، الذين يريدون أعداء وطنك في الداخل والخارج أن تعكف عنه، السلبية تضر الوطن فقط وخيانة له، كما أنها تمكن أعداء الوطن الغالي من السيطرة على عقول أخرين من أبنائه بحجة أن هناك من يريدون عدم المشاركة.
يا كل مصري ويا كل مصرية صوتك أمانة إنزل وشارك في الإنتخابات الرئاسية 2024، فأنا على يقين تام أن المصريين سيضربون المثل في المشاركة في هذه الإنتخابات ، خاصةً أن الاستحقاق الإنتخابي الحالي هو الأهم، لأننا ندرك كافة التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة والتهديدات المحيطة بنا، لذلك يجب أن نعزز صورة مصر أمام العالم ونصدر له انطباعًا إيجابيًا عن أبناء الدولة المصرية التي تستحق منا جميعًا أن نسهم في إعادة بنائها، والمشاركة في التنمية الشاملة، وبناء مصر الحديثة، ومضاعفة المشروعات القومية العملاقة التي أنطلقت في السنوات الأخيرة وشهد لها وبها العالم أجمع.. الخلاصة هي أن المقاطعة سلبية وخيانة لوطن لا يستحق أن يُخان.