
تتأبى الأفكار الصادقة والأقلام الحية أن تظل صامتة أمام المأساة التي تعيشها غزة، فقلوبنا تنزف وألمنا عميق بسبب الأحداث الرهيبة التي تحدث في هذه الأرض المقدسة. إنها كارثة إنسانية تطال الأبرياء وتسفك الدماء الأبرياء، وتحطم أحلام وآمال الشعب الفلسطيني.
لكن الأكثر ألمًا هو الصمت المطبق الذي يخيم على أمتنا العربية الكبيرة، التي يُنتظر منها أن تتحد وتقف بوجه الظلم والقهر. مأساة غزة تحدث أمام أعيننا، صور الدمار والألم تصلنا، ولكن صمتنا يحير العالم كيف يمكن أن يحدث هذا ولا نتحرك، ولا نتحدث؟
إنها قضية ليست فقط سياسية، بل إنها قضية إنسانية، تتعلق بالضمائر والروابط التي تجمعنا كأمة واحدة تحت راية العروبة. الأطفال في غزة يموتون بصمت، النساء يعانين بصمت، والرجال يدافعون عن أرضهم بصمت، وصمتنا هو الذي يزيد من حدة هذه الكارثة المأساوية.
ألا يجب أن نذكر أن قضية فلسطين وتحريرها من الاحتلال هي جزء لا يتجزأ من وجودنا وأصولنا؟ ألا يجب أن نتذكر دماء الشهداء الذين ضحوا واستشهدوا من أجل حقهم في الحرية والعدالة؟ الصمت والتواطؤ هما المشكلة التي يجب علينا مواجهتها، وليس القضية في حد ذاتها.
دعونا لا ننسى أبدًا أن الصمت ليس خيارًا حقيقيًا، إنه يعني الموافقة والرضا على الظلم والقهر الذي يعيشه أشقاؤنا في غزة. لذا علينا التحدث بصوت واحد، أصواتنا الموحدة يجب أن تعلو فوق القسوة والظلم. لنتعاون ونتكاتف معًا لوقف هذه الجرائم البشعة، ولنقف بجانب إخوتنا المظلومين.
دعونا نكون صوت العدل والإنسانية، صوت التضامن والوحدة. فالقضية الفلسطينية لا تعود قضية فلسطين فقط، بل هي قضية كل عربي وكل مسلم، قضية كل إنسان يؤمن بالحق والعدالة.
نحن قوة المستقبل، وعلينا ألا ندع الصمت يسرق منا الأمل والإرادة. لننهض كأمة واحدة، ولنعبر عن غضبنا وعدم رضانا عن تجاهل العالم لمعاناة شعبنا. لتكن أصواتنا صدى يصل لكل البشر عبر المجتمع الدولي، رفعة صوتنا تقول “لا للظلم، ولا للقتل، نعم للعدالة ونعم للسلام!”
فلنصدر صوتنا العالي للعالم، ولنقل بكل جرأة ووضوح: “لا للظلم والقتل، نعم للعدالة والسلام!” دعونا نمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل، حيث يكون السلام والعدالة هما الدستور الحقيقي لشعوبنا.