بين مطرقة المعارضة وسندان التطبيل
♦من المعروف أن من أهم أدوار الأحزاب السياسية هوه بناء وتنمية الوعي السياسي في أي مجتمع, وخلق كوادر جديدة سياسية قادرة على شَغل المناصب القيادية, بفكر شبابي جديد, يواكب العصر والتطورات السياسية والإقتصادية الحالية, ولم يقتصر دور الأحزاب على السياسة فقط, ولكن تطور إلى عده مجالات خدمية منها المجتمعية والتثقيفية والإقتصادية والعلمية … إلخ, في محاولة منها لترسيخ دورها في المجتمع المدني .
لاسيما وأن نجاح أي حزب لايتوقف على عمله السياسي فقط , خصوصاً وانه من المعروف عند بناء أي كيان سياسي يكون هدفه الأول هوه الوصول للسلطة, أو الوصول إلى مناصب قيادية داخل الدولة, لتحقيق برنامجها السياسي, ولكن نجاح الحزب أصبح لايعتمد على الفكر والعمل السياسي فقط, ولكن لابد وأن يكون له دور فعال على أرض الواقع, دور ملموس يشعر به المواطن ويتأثر به, فابعد ثورة 30يونيو وما رأيناه من طفرة جديدة وغريبة تمثلت في ظهور عدد كبير من الأحزاب السياسية في مصر, حتى وصل عدد الأحزاب في مصر خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى مايقرب من المائة خمسه وعشرون حزب,
مما يوحي بتشتت الوعي والفكر السياسي, , وتواجد معظمهم بالإسم فقط, وبعيداً عن التمثيل السياسي في الحياة المجتمعية أو الرسمية .
وفي ظل هذا التخبط السياسي بين الأحزاب مابين أكون أو لا أكون, لم يستطع سوي عدد قليل من الأحزاب في إثبات أنفسهم والحفاظ على مكانتهم, ودورهم السياسي والمجتمعي, وذلك بفضل برنامجها السياسي, وقدرتها على إستقطاب رموز كبيرة ومؤثرة وذات خبرة سياسية, ومن أهم الأسباب لنجاح أي كيان سياسي, هوه التمويل المادي, فبدون تمويل لايستطيع الكيان فعل أي شئ ولا تقديم أي جديد, وخاصة وأن الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو لم تعد تدعم أي حزب مادياً, وأصبح الحزب هوه الموول الرئيسي لنفسه, مما أدي إلى ظهور بعض القصور وتراكم المشكلات التي يتعثر إيجاد مصروفات لها لفتح مقرات أو عمل ندوات أو مؤتمرات, مما أدى إلى ضعفها, لذا فلم يستطع أي حزب القيام بواجباته تجاه الشعب نظراً لوجود معوقات في طريقه والرؤية السياسية الغير واضحة.
وللأسف …..
♦هناك بعض الأحزاب إستغلت نفوذها المادية والتي تعتبر من أهم أحد أسباب نجاح أي كيان سياسي وإستمراره, وأسماء رموزها السياسيين في محاولة منها للسيطرة على الحياة السياسية في مصر بالكامل كما كان قبل 25 يناير, مما تسبب في حالة تشتت لدي المصريين وعدم ثقة في الأحزاب السياسية في مصر, خصوصاً أن معظم تلك الأحزاب ليس لديها برنامج سياسي واضح, وبعضهم أحزاب تكتلية تسعى للوصول لأهدافها الشخصية فقط, وليس لهم أي تواجد على أرض الواقع إلا عند الحاجة فقط, أو عند قرب الإنتخابات, فاسرعان ماتجدهم منشرين كانتشار النار في الهشيم, وذلك لتحقيق مكتسباتهم وأغراضهم الشخصية فقط دون الإلتفات حول مصالح المجتمع . وهناك أحزاب وكيانات لا يسمع عنها المصريين أبداً تكتفي بالمشاهدة فقط, مما زاد من حالة التخبط السياسي لدي المصريين ورفضهم لفكرة الاحزاب, وانهم يسعوا لمجد شخصي فقط .
ولا نستطيع أن ننكر ….
أن هناك أحزاب تعمل بالفعل, وتسعى لبناء المجمتع والوطن والمواطن, أحزاب هدفها بناء فكر ووعي سياسي سليم, تشارك في العمل المجتمعي بشتى مجالاته, لديها برنامج سياسي قوي تسعى من خلاله للمساهمة في النمو المجتمعي, والإرتقاء بالوطن من خلال عملها الميداني.
ولا يستطيع أحد أن ينكر أن من حق أي كيان سياسي السعي للوصول للسطلة, فهذا حق مشروع يكفلة له القانون والستور, ولكن لايكون على حساب المجمتع والوطن, ويكون بالعمل والجهد والمصداقية, والمشاركة المجتمعية التى يلمسها المواطن البسيط ليقتنع بدور الحزب وفكره وبرنامجه ,
ولو نظرنا على أرض الواقع ……
♦نجد ان غياب دور الإعلام في دعم الأحزاب كان أحد أهم الأسباب في تدهور الحياة السياسية في مصر, وسقوط بعض الأحزاب, وظهور حالة إحتقان لدي المواطنين من فكرة الأحزاب السياسية, وعدم الثقة في أي كيان سياسي, مما أثر بالسلب على العمل السياسي والمجمعي قي مصر بشكل عام, ويزيد من هيمنة بعض الأحزاب على الحياة السياسية في مصر كما ذكرنا من قبل بنفوذها وتمويلها .
♦فلابد على الدولة اعادة النظر مرة أخرى في تلك التشكيلات الحزبية الكثيرة, بإندماج الأحزاب المتقاربة في توجهاتها مع بعضها بكتل كبيرة ليتم إعادة بلورتها لتعبر عن مصالح الناس وليس عن مصالح الحزب بفكرة “الشخصنة” حتى نستطيع أن نستكمل مسيرة العمل السياسي في مصر بطريقة صحيحة وإنسيابية ذات تأثير فعال وإيجابي على المجمتع المصري