حاولت دوائر صُناع القرار فى الغرب خاصة في الولايات المتحدة بعد عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 تشكيل خطاب إعلامى داعم للرواية الإسرائيلية والغربية، فتم الاعتماد على عدة أمور يجب أن نفهما ونضعها عين الاعتبار والقيام بتفنيدها وكشف زيفها، لأنه – ببساطة – الرأي العام الغربى بات أكثر تأثيرا من المجتمع الدولى ومنظماته على ما يحدث في غزة وذلك في ظل عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة على تنفيذ أي قرار أو إجبار إسرائيل على الاستجابة لوقف إطلاق النار أو التهدئة على الأقل، لكن ما يحدث من تظاهرات حاشدة في المدن الغربية ساهم في بعض التحولات للمواقف الغربية بعض الشئ، لذلك يصرون في الإعلام مواجهة هذه التظاهرات بالكذب والتضليل الإعلامى بشتى الطرق والوسائل.
وظنى أن هذه المؤامرة بدأت بوصف عملية طوفان الأقصى على أنها هجوم إرهابى من قبل جماعة إرهابية، وتصوير الأمر وكأن العدوان بدأ منذ 7 أكتوبر 2023 وليس صراعا وعدوانا ممتد منذ 1917، وبالتالي تسعى الآلة الإعلامية الغربية بكل الطرق إلى إيهام الرأي العام الغربى بأن من بدأ الهجوم هو “حماس” وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها دون التطرق أن هذه هي الحرب هي الحرب السابعة خلال الـ20 عاما الماضية فقط، وأن الحروب الـ6 الماضية من بدأ بالعدوان هو الجانب الإسرائيلي.
ثم يرفضون – في ظل مؤامراتهم الخبيثة – التطرق إلى الممارسات الاستفزازية من قبل إسرائيل والمستوطنيين في القدس والأقصى والضفة والقيام بحملة اعتقالات واسعة والاغتيالات لعناصر الفصائل والمقاومة والتوسع في الاستيطان واستباحة المسجد الأقصى بكل الوسائل المخالفة للأخلاق والأعراف والتعاليم الدينية مهما كانت الديانة.
الأمر الآخر الذى يجب أن ننتبه إليه، هو سعى الغرب وخاصة أمريكا، تصوير وتشبيه المقاومة بالتنظيمات الإرهابية كداعش، وهذا كذب وتضليل وزيف، فكيف يتم هذا وهناك احتلال قائم منذ 75 عاما لشعب أعزل ليس لديه جيش نظامى ولا دولة مستقلة!!.
بل وصل الأمر إلى أن الحكومات الغربية خاصة الولايات المتحدة إلى توظيف الآلة الإعلامية الغربية للربط بين المقاومة وإيران بشكل فج فى محاولة لتصوير أن إسرائيل في صراع مع إيران وأذرعها في المنطقة وليس مع الفلسطينيين.
لذا.. يجب علينا الانتباه إلى هذه السمات المُغرضة، فهي من تغلب على الخطاب الإعلامى الغربى وذلك بغرض دعم الرواية الإسرائيلية، وما حدث أيضا في مستشفى الشفاء نموذجا، وهو ما يجب أن نفهمه ونواجهه بالدليل والسرد والتفنيد.